نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ تزوجت قبل سنة من الآن.. وكان الأمل يحدوني في أن تكون زوجتي عونا على طلب العلم والخير.. صدمت كثيرا عندما عرفت أنها لن تكون عونا إلا على التسكع في الأسواق والتأنق في اختيار الهدايا والملابس وغير ذلك من الأمور التي لن تصدق أنها هي هاجسها وحديثها على مدار الساعة.. نأتي من السوق لنرجع إليه في اليوم التالي.. حتى أصبح بعض الباعة يعرفنا لكثرة ما يرانا... هل أعمل على التخلص منها بالطلاق بعد أن سئمت من تغير طبعها؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن وقت المسلم أهم ما عني بحفظه والأصل في المرأة الصالحة أن تكون عونا لزوجها على كل خير، والتجوال في الأسواق لغير ضرورة غير لائق، ولو أضيف إليه التبذير وشراء الأمور غير الأساسية والتي لا فائدة منها غير التباهي والظهور في هيئة المتكبر الذي يقتني ما لا يمكن لغيره اقتناؤه لكان ذلك كافيا... بعض النصائح نضعها بين يديك قبل الإقدام على الأمر الذي تفكر فيه:
عليك بالدعاء لها بالصلاح والهداية فإن القلوب بيد الله يقلبها كيف شاء.
النقاش الهادف المقنع له أعظم الأثر فلعلك تقنعها بأن سلوكها غير لائق بمثلها وأن فيه مزيد إسراف وتبذير للوقت والمال.
عدم الإلمام بأحكام الشرع يعد من أهم أسباب الوقوع في المحرمات، فعليك أن تضع بين يديها أحكام التبذير وما ينتظر المبذرين وما وصفهم الله به من أوصاف منفرة من سلوكهم المقيت {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين..}... وقوله: {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.
الفراغ ربما دفع كثيرا من الناس إلى البحث عن الأماكن المناسبة- في ظنهم- لتزجية الوقت والحصول على قدر من المتعة.. فأرشدها إلى برنامج تعليمي مفيد يأخذ الوقت الأكبر من الفراغ.. ولتكن الجوائز المحفزة على الإنجاز من قبيل الأمور المحببة لها مثل الخروج للسوق ونحو ذلك... على ألا يحصل الخروج للأسواق أكثر من مرة خلال الشهر ولوقت محسوب.
الصحبة السيئة لها دور في تحديد الهوايات والاهتمامات، فأبعدها عن قرينات السوء ولا تعنها على زيارتهم.
إن تمادت ولم تتطور للأحسن فلا ضير من إطلاع والدتها على وضعيتها وما هي عليه من سلوك غير مرضي فلعلها تؤثر عليها بشكل إيجابي.
الزوج يجب أن تكون له كلمة توجيهية حازمة كونه المسئول عن رعاية الزوجة وتقويم سلوكها، يقول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...». والعناية بتكوين المرأة وتربيتها التربية السليمة هو أول خطوة في بناء بيت إسلامي توكل إليه تنشئة الأجيال.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.